کد مطلب:240874 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:227
الارادة محدثة و إلا فمعه غیره
كلمة منتزعة من كلمات الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی فی الإرادة من المناظرة المطولة التی رواها الصدوق منها:
«تكلم یا سلیمان، قال: قد أخبرتك أنها - أی الإرادة - كالسمع و البصر و المعلم، قال الرضا علیه السلام: لابأس أخبرنی عن معنی هذه أمعنی واحد أم معان مختلفة؟! قال سلیمان: بل معنی واحد، قال الرضا - علیه السلام - فمعنی الإرادات كلها معنی واحد؟ قال سلیمان: نعم، قال الرضا علیه السلام: فإن كان معناها معنی واحدا كانت إرادة القیام و إرادة القعود و ارادة الحیاة و إرادة الموت إذا كانت إرادته واحدة لم یتقدم بعضها بعضا و لم یخالف بعضها بعضا و كان شیئا واحدا، قال سلیمان: إن معناها مختلف، قال علیه السلام: فأخبرنی عن المرید أهو الإرادة أو غیرها؟! قال سلیمان: بل هو الإرادة، قال الرضا علیه السلام: فالمرید عند كم یختلف إن كان هو الإرادة؟ قال: یا سیدی لیس الإرادة، المرید، قال علیه السلام: فالإرادة محدثة و إلا فمعه غیره، إفهم وزد فی مسألتك» [1] .
دعوی المروزی فی الإرادة متناقضة مرة قال إنها أزلیة كالسمع و البصر و العلم و قد تكرر منه القول بها كذلك صرح به قوله هنا: «قد أخبرتك أنها كالسمع و البصر و العلم» و مرة أخری قال بالحدوث من طریق كونها فعلا و الفعل حادث لامحالة و قد بینا مواضع تناقضاته عند كلمة «یا خراسانی ما أكثر غلطك»، [2] و «هذه صفة من لایدری ما فعل»، [3] و «إن الفعل كله محدث» [4] .
و تجده فی جمیع كلماته لایقف علی حق مثلا یقول عندما سأله علیه السلام: «أمعنی واحد أم معان مختلفة؟»: «معنی واحد» و بعد أسطر فی جواب نفس السؤال قال: «إن معناها مختلف» و قد اختلفت أجوتبه بالنفی و الإثبات فی سؤال موضوع واحد
[ صفحه 38]
و لاعجب منه إن تناقضت أقواله مع انقطاعه عن أهل البیت علیهم السلام كما نبهنا علیه غیر مرة.
و حاصل الكلام الرضوی أن لاواسطة بین أزلیة الشی ء أو حدوثه فإذا انتفی أحدهما ثبت الآخر فإذا لم تكن الإرادة المرید الأزلی كانت محدثة لأنها فعله كما سبق بیان ذلك فإن لم یكن هذا ولا ذلك فلابد من القول بالواسطة و أنها غیره الذی معه تعالی عن أن یكون مع شی ء یعادله و یصاحبه ثم أمره علیه السلام بالفهم و زیادة المسألة لئلا یتوهم المنع عن الاستضاءة بنوره و الاغتراف من فیض علمه علیه السلام.
[ صفحه 39]
«تكلم یا سلیمان، قال: قد أخبرتك أنها - أی الإرادة - كالسمع و البصر و المعلم، قال الرضا علیه السلام: لابأس أخبرنی عن معنی هذه أمعنی واحد أم معان مختلفة؟! قال سلیمان: بل معنی واحد، قال الرضا - علیه السلام - فمعنی الإرادات كلها معنی واحد؟ قال سلیمان: نعم، قال الرضا علیه السلام: فإن كان معناها معنی واحدا كانت إرادة القیام و إرادة القعود و ارادة الحیاة و إرادة الموت إذا كانت إرادته واحدة لم یتقدم بعضها بعضا و لم یخالف بعضها بعضا و كان شیئا واحدا، قال سلیمان: إن معناها مختلف، قال علیه السلام: فأخبرنی عن المرید أهو الإرادة أو غیرها؟! قال سلیمان: بل هو الإرادة، قال الرضا علیه السلام: فالمرید عند كم یختلف إن كان هو الإرادة؟ قال: یا سیدی لیس الإرادة، المرید، قال علیه السلام: فالإرادة محدثة و إلا فمعه غیره، إفهم وزد فی مسألتك» [1] .
دعوی المروزی فی الإرادة متناقضة مرة قال إنها أزلیة كالسمع و البصر و العلم و قد تكرر منه القول بها كذلك صرح به قوله هنا: «قد أخبرتك أنها كالسمع و البصر و العلم» و مرة أخری قال بالحدوث من طریق كونها فعلا و الفعل حادث لامحالة و قد بینا مواضع تناقضاته عند كلمة «یا خراسانی ما أكثر غلطك»، [2] و «هذه صفة من لایدری ما فعل»، [3] و «إن الفعل كله محدث» [4] .
و تجده فی جمیع كلماته لایقف علی حق مثلا یقول عندما سأله علیه السلام: «أمعنی واحد أم معان مختلفة؟»: «معنی واحد» و بعد أسطر فی جواب نفس السؤال قال: «إن معناها مختلف» و قد اختلفت أجوتبه بالنفی و الإثبات فی سؤال موضوع واحد
[ صفحه 38]
و لاعجب منه إن تناقضت أقواله مع انقطاعه عن أهل البیت علیهم السلام كما نبهنا علیه غیر مرة.
و حاصل الكلام الرضوی أن لاواسطة بین أزلیة الشی ء أو حدوثه فإذا انتفی أحدهما ثبت الآخر فإذا لم تكن الإرادة المرید الأزلی كانت محدثة لأنها فعله كما سبق بیان ذلك فإن لم یكن هذا ولا ذلك فلابد من القول بالواسطة و أنها غیره الذی معه تعالی عن أن یكون مع شی ء یعادله و یصاحبه ثم أمره علیه السلام بالفهم و زیادة المسألة لئلا یتوهم المنع عن الاستضاءة بنوره و الاغتراف من فیض علمه علیه السلام.
[ صفحه 39]
[1] التوحيد 451، عيون أخبار الرضا 150:1.
[2] حرف الياء الألف.
[3] حرف الهاء مع الذال.
[4] حرف الهمزة مع النون....